منتديات الجيلالي بونعامة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

/الاديب-حسين سرحان/

اذهب الى الأسفل

/الاديب-حسين سرحان/ Empty /الاديب-حسين سرحان/

مُساهمة من طرف ahmed_you7 السبت ديسمبر 27, 2008 11:38 am

....................................
حسين سرحان (1332هـ /1914م ـــ 1413هـ / 1993م ) أديب سعودي مشهور جمع بين الإجادة في الشعر والنثر ، واسمه كاملاً " حسين بن علي بن صويلح بن سرحان " . ولد في مكة المكرمة عام 1914م ، وبها توفي عام 1993م . وقد وردت ترجمته في معظم المراجع التي عنيت بالحديث عن الشخصيات الأدبية السعودية ، وفي تتمة الأعلام لمحمد خير يوسف ، وفي الطبعة الثانية من الموسوعة العربية العالمية ، وفي (who's who) .
تلقى حسين سرحان تعليمه في الكتاتيب ، وفي المسجد الحرام ، وفي مدرسة الفلاح بمكة ، غير أنه لم يواصل تعليمه النظامي ، وأكب على القراءة في مختلف العلوم حتى ليقول عن نفسه : " كنت أقرأ حتى تتهالك أعصابي ويغشاني ضعف عام في جسدي " . وقد زاول الأعمال الحرة ، ثم التحق بالوظائف الحكومية ، فعمل محرراً في وزارة المالية ، ثم سكرتيراً ، فرئيساً لمكتب القرارات لتوسعة الحرم ، ثم انتقل إلى مطابع الحكومة بوظيفة رئيس قسم التحرير لمدة عشر سنوات إلى أن أحيل على التقاعد عام 1973م.
وخلال الفترة من 1930 ــ 1993م اتصل السرحان اتصالاً وثيقاً بالصحافة : شاعراً ، وكاتب مقالة ، وقاصاً ، فنشر إنتاجه في معظم الصحف والمجلات السعودية مثل : أم القرى ، وصوت الحجاز ، والبلاد السعودية ، والمنهل ، وعكاظ ، والرياض . وقد عرف في الأوساط الأدبية في السعودية شاعراً في المقام الأول ؛ ومن هنا وصفه الناقد العراقي علي جواد الطاهر قائلاً : " لم أر شاعراً سعودياً يجمع المتحدثون والسامعون على الإعجاب به مثل حسين سرحان " ، على أن ذلك لا ينفي شهرته في النثر ، وبخاصة في لون المقالة ، وممن شهد له حمد الجاسر ، وعلي جواد الطاهر، وعزيز ضياء ، وغيرهم ؛ ولذلك يمكن وصفه بأنه من رجال الصناعتين .
جمع معظم إنتاجه الشعري في ثلاثة دواوين ، وهي : أجنحة بلا ريش (1968م) ، والطائر الغريب (1977م) ، والصوت والصدى (1988م) ، وله ديوان مخطوط عنوانه " أوزان في الميزان " ، وتولى الباحث أحمد المحسن جمع بعض قصائده المتناثرة وجعلها ملحقة بدراسته " شعر حسين سرحان : دراسة نقدية " ، (1991م) .
وأشعار حسين سرحان من حيث الإجادة الفنية تمثل مرحلة متقدمة في إبداعه ، ولكنها من حيث الاتجاه الفني تمثل المنزع الرومانسي ، ويذهب أكثرها في الغزل الرومانسي الشفيف المجلل بالأحزان والكآبة ، المتشح بالرموز ، كما تتجه في جملتها إلى التراث الإغريقي تستدعيه وتسترفده ، أو إلى التراث الأوربي الحديث . على أن لغته ــ وإن استرفدت المعجم الرومانسي ــ قد استرفدت أيضاً المعجم التراثي.
وشعره في " أجنحة بلا ريش " ليس قصيداً غنائياً محضاً ، بل منه شعر قصصي يحمل مضامين إنسانية ذات طابع فلسفي تأملي ، وهو وإن التزم عمود الشعر التقليدي : وزناً وقافية ، فإنه في إطار هذا الالتزام يميل إلى استخدام القافية المنوعة ، هذا إلى أن الصورة العامة للمضمون الشعري يغلب عليها الحزن والقتامة ، حتى في قصائده الساخرة الضاحكة .
أما ديوانه الثاني " الطائر الغريب " فقصائده تتنوع بين الرثاء والسخرية ، والتفلسف ، والشكوى ، والمديح الإخواني ، ووصف الطبيعة ، ولكن الصورة العامة الغالبة على الديوان هي النزوع الواضح إلى التفلسف والتأمل المجلل بالمرارة والحزن .
وفي ديوانه الثالث " الصوت والصدى " تبرز رؤيته وفلسفته ، وتتجلى رغبته في الكشف عن مكنونات ذاته ، وفي حين يقترب في منهجه من الرومانسيين ، يفارقهم في كونه أكثر صرامة في رؤيته ذات البعد الفكري وليس الوجداني ، فليس ثمة انفعالات صاخبة ؛ ولهذا يظل في إطار الفلسفة الكلاسيكية التي ترتكز على العقل.
وبشكل عام ، فحسين سرحان شاعر محافظ ، لكن هذه المحافظة لم تمنعه من التحليق إلى آفاق النفس ، ونوابض الحس ، فمضمونه ليس محافظاً ، وهو من أصدق الشعراء تعبيراً عن نفسه وإحساسه ، ويُعد من أوائل المجددين في الشعر السعودي ، وله صوته الخاص الذي يجمع بين قوة الشعر القديم وجزالته ، ورقة المدارس الحديثة وسهولتها .
وقد ترجمت قصيدته " مزنة " إلى اللغة الإنجليزية ( الريش والأفق ، أستراليا ، 1989م) .
وفي مجال النثر أصدر السرحان عام 1978م رسالة في إحدى وعشرين صفحة من القطع الصغير سماها " في الأدب والحرب " ، ثم قام يحيى ساعاتي (يحيى محمود بن جنيد ) بجمع أربع وخمسين مقالة ونشرها عام 1979م في كتاب سماه " من مقالات حسين سرحان " .
وفي عام 2005م قام نادي الرياض الأدبي بنشر كتاب في ثلاثة مجلدات عنوانه " آثار حسين سرحان النثرية : جمعاً وتصنيفاً ودراسة " تضمن مقالاته وقصصه ومقابلاته الصحفية ، والتي بلغت ثلاثمائة مقالة ، وثلاث عشرة قصة ، وإحدى وثلاثين مقابلة صحفية ،وبذلك دخلت مادة الكتابين السابقين في هذا الكتاب الجديد .
وقد نشر السرحان أول مقالة له وعمره سبعة عشر عاماً ، وعنوانها "المعمرون " ، وتوالت بعد ذلك مقالاته وقصصه منشورة في عدد من الصحف والمجلات السعودية ، وذلك خلال الفترة من 1930 ــ 1993م .
وباستثناء مقالتين وقعهما باسمين مستعارين ، وهما : ابن البادية ، وحاء سين ، نجد أن المقالات الأخرى كلها تحمل اسمه الصريح .
وخلال مسيرته الأدبية الطويلة اتخذ السرحان بعضاً من العناوين الثابتة وكتب تحتها ، أقصد ما يسمى الأعمدة أو الزوايا الصحفية ، ولكن يلاحظ أنه لا يستمر ، فسرعان ما تتوقف الزاوية أو تتغير .
وأول زاوية ثابتة له هي " مناوشات ومناقشات " ، والتي ظهر منها خمس حلقات عام 1936م ، ثم زاوية " عيش وملح " عام 1946م ، وكانت تنشر في الصفحة الأولى من جريدة البلاد السعودية ، غير أنها لم تلبث أن توقفت بعد أن نشر منها خمس حلقات . وفي عام 1957م طال نفسه قليلاً فاتخذ زاوية أسبوعية في جريدة حراء ، وعنوانها " سلام وكلام " ، ونشر تحت هذا العنوان تسع حلقات .
ومن حراء انتقل إلى جريدة البلاد ، فكتب فيها عام 1959م زاوية ثابتة تحت عنوان " بذور فلسفية " ، وتوالى نشرها عبر ثمانية أسابيع تقريباً . أما الزاوية الخامسة له فهي " دقائق " ، وقد كانت زاوية شبه يومية نشر منها ثماني حلقات في جريدة البلاد عام 1960م . وفي عام 1993م ظهرت له في جريدة الرياض زاوية عنوانها " ريش متناثر من جناح طائر " ، وهي آخر زاوية له .
وقد طرق السرحان ألواناً عدة من المقالة ، وفي المقدمة من ذلك : المقالة الاجتماعية ، وتبلغ اثنتين وأربعين ، وعبرها ألح على نقد الظواهر الاجتماعية ، وأولاها عناية خاصة . وللمقالة الذاتية حضور في أدبه ، وله نحو ثلاثين مقالة ، وتشكل ــ مع بعض التجوز في الاصطلاح ــ سيرة ذاتية مجتزأة ، ولها قيمتها التي لا تنكر في الكشف عن حياته ومؤثراتها . وتشكل المقالة الأدبية حيزاً مهماً في إنتاجه ، وله مايزيد على أربع وعشرين مقالة ، أشهرها " صلة الأدب بالحياة " ، و" القصة والجو الأوربي " .ويكاد ينفرد السرحان من بين الكتاب السعوديين في مزجه بين المقالة والقصة في كثير من نصوصه ؛ ولذلك يمكن تصنيف عدد من مقالاته بأنها " مقالات قصصية " ، ونجد له في هذا الحقل أربعاً وعشرين مقالة . وبتأثير من قراءاته الفلسفية وفي كتب المنطق والجدل ، أسهم السرحان في كتابة المقالة التأملية ، وتتكشف من خلالها نزعته الواضحة نحو التفكر في شؤون الحياة ومنطق الأشياء وسنن الكون .
وللمقالة في نثر السرحان خصائصها ، فهي من حيث البناء تميل إلى مقدمة تطول أحياناً ، ثم تنتقل إلى الموضوع الأساس ، ومن حيث الشكل الفني يميل في مقالته إلى تصوير المواقف والأماكن والشخصيات ، مع نزوع واضح إلى الفكاهة والسخرية اللاذعة ، ومع ميل إلى التأمل والتفلسف ، ومع التزام بمستوى رصين من الفصحى ، وإن لم تحل تلك الرصانة وهاتيك الفخامة دون التدفق والسيولة في التعبير، ولمقالاته ـ حسب وصف علي جواد الطاهر ــ " شخصية متميزة هي سمة الإبداع ، وفي مقدمتها ــ غير بنائها العام وتسلسل فقراتها ــ عنف في الروح ، وسخرية ، وقوة في الرأي ، وجمال في الصورة ، ووثبات تزيد النص حياة ، والقارئ تنبهاً " .
ومن الملاحظ إصرار السرحان في مقالاته النقدية على وجود " اللفتة الذهنية " في الأثر الأدبي ، فالنص ــ في نظره ــ يجب أن يتضمن " لمحة من الفلسفة ، أو قبسة من السخر ، أو لمعة من الألمعية ، أو نفحة من العلم ، أو استشهاد بالطب ، أو اعتماد على الجغرافيا في مناسباتها " . وهذا المفهوم تكاد ترتكز عليه مقالات السرحان ، فهي تمتاز بالسخرية ، وتنزع إلى القص ، وتحفل بالاقتباس والتضمين ، وتميل إلى الاستطراد . وربما كانت ظاهرة السخرية أبرز خصيصة أسلوبية لديه ، وقلما تعرض ناقد أو باحث لأدبه : شعراً ونثراً ، إلا وأشار إلى نزوعه إلى ذلك لتميزه بهذا الاتجاه الكتابي وإلحاحه على توظيف السخرية في أدبه ، وتطالعنا السخرية عنده بدءاً من العنوان أحياناً ، ومن ذلك العناوين التالية : أنا لست بفاضل !، كراث بن ليمون الفجلي ، الحيوان العاقل .. والإنسان الجاهل !
والسخرية محور مهم ومؤثر في أدبه ، فقد يتخذ عنوانأً معيناً لإشباع هذه النزعة في داخله ، وقد يستطرد كذلك بسببها ، وربما اقتبس أو ضمّن أو استشهد وفي ذهنه تحقيق السخرية ، وربما جرى وراء حلية لفظية لاجتلابها ، أو استعان بجمل اعتراضية استجابة لشهوة السخرية التي تلح عليه .
وأما إسهام السرحان في القصة فمحدود ، وكل ما بين أيدينا له لا يزيد على ثلاث عشرة قصة نشرها خلال الفترة من 1936ــ 1965م ، أولها قصة " حياة ميت " ، وآخرها " أقصوصة لها ذيول ..قد تقصر وقد تطول " ، ويغلب عليها المضمون الاجتماعي حيث تناول مشكلة الانحراف ، وظاهرة الإسراف ، والصراع الطبقي ، ومشكلات الزواج ، وسوى ذلك من ظواهر اجتماعية . وقد ظهرت هذه القصص باتجاهات لغوية متباينة ، ففي القصص المبكرة نزوع إلى الألفاظ الفخمة والتراكيب التراثية ، وفي قصصه التمثيلية اعتماد على الألفاظ السهلة والدارجة ، وفي بقية القصص ميل إلى اللغة الفصحى السهلة .
وأخيراً نشير إلى أن الدراسات والمقالات التي أعدها الكتاب والباحثون عن حسين سرحان تكشف عن مكانة مهمة يحتلها في الأدب السعودي بخاصة ، وفي الأدب العربي بعامة ، وتكاد الشهادات التي أدلى بها هؤلاء تجمع على ريادته وتميزه. ولعل من أهم الشهادات التي قيلت في أدبه ، قول حمد الجاسر : " للشاعر أسلوب في النثر يكاد يكون متميزاً ، يقوم على أساس من السخرية التي لا تجرح العاطفة " ؛ وقول عبد الله الغذامي : " كنت أعجب لهذا الشاعر الجزل كيف يلين القول على يديه فيصبح لدناً ورفيقاً إلى درجة الشفافية " .
آثاره :
1ـ في مجال الشعر :
1ـ أجنحة بلا ريش ، تقديم حمد الجاسر ، ط 1 ، الرياض : دار اليمامة ، 1968م ؛ ثم صدرت الطبعة الثانية عام 1977م عن نادي الطائف الأدبي ؛ 2ـ الصوت والصدى ، تقديم إبراهيم محمد العواجي ، ط 1 ، الطائف : النادي الأدبي ، 1988م ؛ 3ـ الطائر الغريب ، تقديم علي حسن العبادي ، ط1 ، الطائف : النادي الأدبي ، 1977م ؛ 4ــ ملحق خاص بالنصوص الشعرية للشاعر حسين سرحان ، وهي قصائد تقع في نحو مائة صفحة ملحقة بكتاب " شعر حسين سرحان : دراسة نقدية " لأحمد المحسن ، ط1 ، جدة : النادي الأدبي ، 1991م ، الصفحات 379ــ 474 .
2ـ في مجال النثر :
5ـ آثار حسين سرحان النثرية : جمعاً وتصنيفاً ودراسة ، إعداد عبد الله الحيدري ، ط1 ، الرياض : النادي الأدبي ، 2005م ( ثلاثة مجلدات : يختص الأول بالدراسة ، والثاني بالمقالات ، والثالث بالقصص والمقابلات الصحفية والفهارس ) ؛ 6ـ حسين سرحان قاصاً : دراسة في نصوصه القصصية مع الجمع والتوثيق ، عبد الله الحيدري ، ط1 ، الرياض : مؤسسة اليمامة الصحفية ، كتاب الرياض (129) ، 2005م ؛ 7ـ في الأدب والحرب (رسالة ) ، ط1 ، الطائف : النادي الأدبي ، 1978م ؛ 8ـ من مقالات حسين سرحان ، جمع يحيى ساعاتي ، ط1 ، الرياض : النادي الأدبي ، 1979م .
المصادر والمراجع :
• ابن حسين ، محمد بن سعد ، كتب وآراء ، الرياض : مطابع اليمامة ، 1981م (الجرء الأول ) .
• حسين ، مصطفى إبراهيم ، أدباء سعوديون ، ط1 ، الرياض : دار الرفاعي ، 1994م .
• الحيدري ، عبد الله ، آثار حسين سرحان النثرية : جمعاً وتصنيفاً ودراسة ، ط1 ، الرياض : النادي الأدبي ، 2005م .
• الحيدري ، عبد الله ، حسين سرحان ببليوجرافية ، مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية ، مج 3 ، ع 1 ، مايو ـ أكتوبر 1997م .
• الحيدري ، عبد الله ، حسين سرحان قاصاً : دراسة في نصوصه القصصية مع الجمع والتوثيق ، ط1 ، الرياض : مؤسسة اليمامة الصحفية ، 2005م .
• الطاهر ، علي جواد ، معجم المطبوعات العربية : المملكة العربية السعودية ، بيروت : المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، 1985م .
• العوين ، محمد بن عبد الله ، المقالة في الأدب السعودي الحديث ، ط1 ، الرياض : مطابع الشرق الأوسط ، 1992م .
• المحسن ، أحمد بن عبد الله ، شعر حسين سرحان : دراسة نقدية ، ط1 ، جدة : النادي الأدبي ، 1991م .
• مؤسسة أعمال الموسوعة ، الموسوعة العربية العالمية ، ط2 ، الرياض ، 1999م .
د.عبد الله الحيدري
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
كلية اللغة العربية بالرياض ــ قسم الأدب
ahmed_you7
ahmed_you7
في طريق التعلم
في طريق التعلم

ذكر
عدد الرسائل : 673
العمر : 33
الموقع : www.bounama.mam9.com
العمل/الترفيه : sport
المزاج : good
تاريخ التسجيل : 21/09/2008

http://www.bounama.mam9.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى