أدبـــــــــــــــــــــــــ الأمــــــــــــــــثال
صفحة 1 من اصل 1
أدبـــــــــــــــــــــــــ الأمــــــــــــــــثال
أدب الأمثال
المثل قول موجز أو حكاية رمزية شائعة يتمثل بهما الإنسان في حالة يعيشها أو موقف يقفه، فيشبه به ضمني الحالة التي مر عليها بالحال التي قيل فيها المثل أو جرت فيها الحكاية الرمزية. ومن لوازم المثل أن يكون شائعا يستعمله الناس ويروونه ويجدون فيه الحكمة والصواب والدلالة الصادقة على المواقع. والمثل بهذا الشرط أعم من الحكمة. فالحكمة خاصة، والمثل عام. والمثل سواء كان عبارة أو حكاية خرافية، إنما يضرب، أي يؤتى به لأنه ينطبق على حادثة ـو حالة واقعية، تشبه الواقع الذي نشأ فيه ذلك المثل. ولهذا يضرب المثل على سبيل التشبيه والتمثيل.إلا أن المثل إذا كان عبارة قد يكون له واقع نشأ فيه، بينما المثل الخرافي إنما يوضع من باب الخيال.
وتعكس الأمثلة بالنسبة لكل لكل امة الحياة الاجتماعية والعقلية التي تحياها وتعبر عما تدور على ألسنتها. في تجاربها وطباعها وتقاليدها. ويكفي أن نقرأ عدة أمثال لشعب من الشعوب لنقف على عقليته وذوقه وأخلاقه.
وتقترن الأمثال في لدراسة الأدبية بالحكم. فالحكمة هي أيضا عبارة موجزة تستخلص تجربة إنسانية في قالب موجه، إلا أن الحكمة تصارحك بالحقيقة، ولا يراد منها التشبيه. بينما المثل قد يأتي بصورة خير ساخر أو نكت لاذعة أو تصوير لحادثة. ويراد به التشبيه بين الحالتين.
فإذا حصرنا دائرة دراسة المثل في الأدب العربية وجدنا المجال واسعا. وذلك لأن العربي كان منذ العصر الجاهلي مولعا بالحكمة الموجزة، والكلمة الفاصلة، والمثل البليغ. وجاء علماء الأدب المتقدمون يؤكدون قيمة المثل في الحياة العربية، فقال الفارابي في ديوان الأدب: المثل ما ترضاه العامة والخاصة في لفظه ومعناه، حتى ابتذلوه فيما بينهم وفاهوا به في السراء والضراء. وقال ابن عبد ربه: إن الأمثال هي أبقى من الشعر وأشرف من الخطابة.
وويتمثل تراث الأمثال في أدبنا العربي في نوعين.
- نوع أصيل هو الذي أطلقه العربي على البديهة، فكان مصيبا وجامعا، بحيث حفظته الذاكرة وشاع بين الناس، وهو كثير.
- نوع دخيل دخل إلى العربية من أثال الأمم الأخرى، ومن ذلك الأمثال الخرافية التي يجمعها كتاب كليلة ودمنة.
أما من حيث صورة المثل فهناك المثل الذي جاء مركزا في جملة، وهناك المثل الذي جاء منظوما في بيت شعري، وهناك المثل الذي جاء حكاية خرافية أو خيالية كما سنرى. وأهم مصادر الأمثال في الأدب العربي القديم، كتاب ( مجمع الأمثال ) للميداني المتوفي سنة 518 هـ وهو يشتمل على أكثر من ستة آلاف مثل ، فيما ظهر في الجاهلية والإسلام، أو في عصر المولدين.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى